يمكن
تقسيم الأعراض التي يعاني منها مرضى سلس البول إلى مجموعتين مختلفتين، تظهر
المجموعة الأولى من الأعراض لدى مرضى سلس البول الجهدي، أي، عندما يسعل المرء أو
يعطس أو يركض أو يضحك أو يقفز، قد تتسرب منه بضع قطرات من البول أو أكثر من مجرد
قطرات، بينما تظهر المجموعة الثانية لدى مرضى الإلحاح البولي، حيث يقوم المرء
بالتبول لمرات عديدة وقد يستيقظ في الليل نم أجل أن يتبول، بل قد تتسرب قطرات
البول إلى ثياب المرء فقط لأنه قاوم الرغبة في التبول.
إذا
قمنا بالتركيز على حالة الأنثى المصابة بمرض سلس البول، وهي حالة شائعة جدا تصيب
ما يناهز العشرة بالمائة من إجمالي النساء، فإن أهم الأسباب لذلك تعود للولادة،
حيث أن ولادة الطفل تؤدي حتما إلى تمطط قاع الحوض، وقد تؤدي إلى تأذي التروية
العصبية في قاع الحوض، وبالتالي تضعف من قعر الحوض وآلية المصرة التي تتحكم
بالتبول، ولذلك، قد تتسرب قطرات من البول عندما تسعل المريضة أو تعطس أو تضحك.. إلخ.
الحالة
الثانية المتعلقة بالإلحاح البولي تكون مختلفة تماما، فهي تختلف في أسبابها وفي
الشرائح العمرية التي تتأثر بها، فقد يولد بعض الأشخاص بحالة تكون فيها المثانة
متهيجة قليلا، بل قد تزداد الحالة سوءا مع مرور الوقت، وهناك أيضا بعض الحالات العصبية
مثل إصابة الحبل الشوكي أو داء التعصب المتعدد أو انشقاق العمود الفقري، والتي
يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في عمل المثانة، وتؤدي في النهاية إلى السلس البولي.
-->
ولا
يعاني الرجال من السلس البولي بقدر ما تعاني النساء منه، لأنهم ببساطة لا يلدون؛
فإذا أصيب الرجل بسلس بولي، فقد تكون تلك الحالة ناجمة عن تهيج مثانته، أو بسبب
أنها غير مستقرة أو مفرطة النشاط، أو بسبب تراجع أداء المثانة كنتيجة للتقدم في
العمر، كما يحدث السلس عند الرجال المصابين بانسداد بروستاتي، إذ عندما تتضخم
البروستات فإن ذلك يسبب إعاقة في المثانة وتصبح متهيجة أيضا، فعدا عن كون المرضى
لا يستطيعون التبول بشكل جيد، فإنهم يصبحون أكثر رغبة في التبول وغير قادرين على
التحكم به تماما.
يميل
الشخص المصاب بسلس البول إلى اعتباره كحالة محرجة جدا لأنها تحد من فعالية المريض
اجتماعيا، ولكن لا يمكن اعتبارها مرضا بحد ذاته، لأنه ليس بالحالة المهددة للحياة
ولا تسبب الوفاة للمصاب بها، عدا إن كانت ناتجة عن حالة عصبية مثل إصابة الحبل
الشوكي، حيث تعتبر تلك الحالة مهددة للحياة، ويعالج معظم هؤلاء المرضى في مراكز
علاج الإصابات النخاعية.
فإذا
كنت تشكو من حالة سلس بولي يجب عليك طلب المشورة الطبية، وينبغي عليك كذلك أن
تتذكر بأن معدل أعمار البشر قد ازداد في السنين الأخيرة، وقد تستمر هذه الحالة معك
لفترة طويلة، ويبقى أهم ما في الأمر هو وضع التشخيص الصحيح ثم وصف العلاج الملائم،
وبذلك فلن تشكو على المدى البعيد ولن تعاني كثيرا بسبب ذلك.
-->