في
الحالة الطبيعية المثالية يكون ضغط الدم لدى الإنسان البالغ أقل من 120/80، فإذا
كان ضغط دمك مرتفعا بشكل دائم، عندها قد يسبب ضررا للأوعية الدموية أو للكلية أو
للقلب أو للدماغ؛ ولهذا السبب صار الاهتمام كبيرا باكتشاف حالات ارتفاع ضغط الدم
عند الناس.
نسمي
ضغط الدم المرتفع بفرط ضغط الدم، وحوالي 25% من البالغين يعانون من ذلك، ويمكن
لهؤلاء أن يخضعوا للعلاج، لكن عندما نصل إلى عمر الستين، فإن حوالي نصف البالغين
يكون لديهم ضغط دم مرتفع، ولهذا فهي مشكلة شائعة جدا بين الناس، وتأخذ بالانتشار
أكثر فأكثر مع التقدم في العمر، كمختصين فإننا نتعرض دائما لسؤال المرضى عن
أسبابه، لكن الشيء الأكيد هو أن حوالي 60% من الحالات لا يمكن أبدا حصر سببها، إذ
أحيانا لا يتعدى الأمر أن يكون ارتفاعا نسبيا لضغط الدم فوق الحدود المثالية
المعروفة.
بكل
بساطة، يقوم الطبيب بتشخيص ضغط الدم المرتفع في معظم الحالات ثم يصف الدواء
المناسب لكل حالة، لكن إحدى المشكلات الكبرى المتعلقة بضغط الدم المرتفع، هي أنه
لا يسبب أية أعراض ظاهرة على الإطلاق، وهي مشكلة كبيرة لدى الأطباء والباحثين،
بحيث أنه بعدم وجود أعراض تبقى الطريقة الوحيدة لتشخيص ضغط الدم المرتفع هي الفحص
الدوري، ولهذا السبب يقوم الطبيب بفحص ضغط دمك عند أول لقاء لك به لأن هذا الفحص
بعد جزءا أساسيا من الفحوص الروتينية التي يقوم بها الطبيب.
الأمر
الآخر الذي نود قوله، هو أنه إذا قام طبيبك بقياس ضغط دمك، أو في حالة أنك قمت أن
بقياسه ووجدته مرتفعا، فلا تقلق لذلك، إذ أنه كثيرا ما يعود إلى طبيعته بعد القياس
الثاني أو الثالث، فالكثيرون منا يكون ضغط دمهم مرتفعا قليلا.
-->
كيفية
العلاج
هناك
طريقتان للعلاج، الطريقة الأولى يمكنك القيام بها بنفسك، فعلى سبيل المثال، إن كنت
تتبع نظاما غذائيا نسبة الملح فيه عالية، وبعض الناس حساسون للملح بشكل خاص، فسيرتفع
بذلك ضغط الدم لديهم، وبذلك فإن اتباعهم لحمية تحوي مستويات منخفضة من الملح قد
تساعدهم على تخفيض ضغط الدم لديهم، أيضا، بسبب أن ضغط الدم يترافق مع احتمال مرتفع
للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، فإذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فمن
الممكن أن ننصح بعدد من التغييرات في نمط الحياة، في محاولة لإنقاص ضغط الدم
واحتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
فحتما
سننصحك بوقف التدخين إذا كنت مدخنا، وسننصحك أيضا بمحاولة جعل وزن جسمك قريبا من
الأرقام المثالية، وذلك عن طريق ممارسة بعض التمارين الرياضية، وإذا كنت تشرب
الكحول، كما يفعل الكثيرون، فالمشكلة ليست هنا إن كان لديك ضغط دم مرتفع، ولكن ما
إذا كنت تشرب الكحول كثيرا، فمن الممكن أن يسبب ذلك ارتفاع ضغط الدم لديك.
فيما
يخص الحمية بحد ذاتها، فإننا ننصحك بتناول الخضار وإنقاص مستويات الشحوم في نظامك
الغذائي، وكل ذلك سيكون ضروريا في تقليل احتمال إصابتك بالأمراض القلبية الوعائية.
هناك
أيضا العديد من الأدوية المتوفرة ومعظمها تحتاج لأن تؤخذ مرة في اليوم، وسيقوم
طبيبك باختيار الدواء الأنسب لك من بينها، وذلك بالاعتماد على وضعك العام وعمرك،
.. إلخ.
سؤال
آخر نتعرض له كثيرا، وخاصة من الشباب المصابين بارتفاع ضغط الدم، فيما إذا كان ضغط
الدم ذا منبع عائلي؛ فلا شك، أنه إذا ما كان لدى والديك ضغط دم مرتفع، فعلى الأغلب
سيكون لديك احتمال أعلى قليلا للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبهذا، إن كان لدى أمك أو
أبيك ضغط دم مرتفع، قم بالتأكد من فحص ضغط دمك، ففي معظم الحالات سيكون طبيعيا،
ولكن في بعض الحالات قد تكون ورثت بعض هذه العوامل عنهما، والتي تسبب ارتفاع ضغط
الدم لديك والذي يبدو أنه محدد وراثيا.
أخيرا،
وكنصيحة أخرى، إذا قمت مؤخرا بقياس ضغط دمك لأول مرة، أو إذا قمت بقياسه في السوق
ووجدته مرتفعا قليلا، فيجب عليك أن تقيسه مرة أخرى، بواسطة طبيب أو ممرضة، وذلك
لمعرفة الحدود التي يقف عندها، ولمعرفة ما إذا كان ضغط دمك مرتفعا بشكل دائم، فإذا
كان مرتفعا، كما سبق وأن شرحنا، فيمكن للتغييرات في نمط حياتك أن تكون ذات أثر
بالغ في ضغط دمك، وخاصة فيما يخص العناية بوزن جسمك، الامتناع عن شرب الكحول، وكذا
محاولة تجنب الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الملح.
-->