آخر الأخبار
Loading...

القرحة المعدية، أو القرحة الهضمية، والتي قد تصيب المعدة أو الإثناعشري، هي ثغرة في البطانة الطبيعية للمعدة أو الإثناعشري تشبه الثقب، وهي مختلفة عن القرحات التي قد تصيبك في فمك.

متى ينبغي عليك مراجعة الطبيب عند  المعاناة من عسر هضم؟

نصاب جميعا بعسر الهضم من حين لآخر، وذلك إذا أفرطنا في تناول الطعام أو الشراب، وبعد ذلك، وخلال فترة قصيرة سوف نشعر بحرقة أو ألم في المعدة، وذلك يفيدنا كثيرا، لكن الشعور بمثل هذه الأعراض بشكل متكرر، وخاصة الشعور بألم أشد في أعلى المعدة، يستوجب من الشخص طلب استشارة الطبيب.

العرض الرئيسي للقرحة المعدية هو الألم، ويكون هذا الألم متموضعا في الضلع الخامس عادة، وقد يمتد هذا الألم نحو الخلف قليلا أو نحو الأعلى قليلا باتجاه الصدر.

في بعض الأحيان لا تُظهر القرحة أي ألم، وقد لا تلاحظ هذه القرحة لأول مرة إلا عندما تنزف على سبيل المثال، ويلاحظ ذلك عندما يتقيأ المريض الدم، أو عندما يطرح الدم مع البراز، ولكن الشيء الذي يجب على جميع المرضى المصابين بعسر الهضم توخيه، هو في حال تناولهم دواء مثل الأسبرين، أو باقي مسكنات الألم الأقوى، والتي لها آثار ضارة على المعدة والإثناعشري، وإذا كان أولئك المرضى مستعدين للإصابة بالقرحة، أو أنهم كانوا مصابين بها فعلا، فستزيد هذه الأدوية من سوء حالة المريض.

-->

إذا كان المريض يشكو من ألم بذلك التنوع، ثم عاود هذا الألم الظهور أكثر من مرة، عندها ينبغي عليه الذهاب لزيارة الطبيب واستشارته، وعندها، إذا ظهر للطبيب أن هذه الأعراض تعود إلى قرحة معدية، فسيكون لديه الإمكانية والخيار بالبحث عنها، أو إخضاع المريض لاختبار التحري عن جرثوم أو مكروب ما، أو جرثومة تسمى المحلزنة البوابية، لأن هذه الجراثيم توجد لدى المرضى المصابين بالقرحة بشكل دائما تقريبا، فيقوم الطبيب، بناء على تشخيصه الأولي بأن ذلك يعود إلى الإصابة بقرحة، إما بتحضير المريض لإجراء تنظير للمعدة والإثناعشري، أو أنه يختبر وجود جرثومة المحلزنة البوابية، وفي حال وجودها، يباشر بإجراءات القضاء عليها بمشاركة من المضادات الحيوية ومضادات الحموضة، وبعد ذلك، وفي حال زوال الأعراض، فإن ذلك يدعو إلى افتراض وجود القرحة.

تتشابه أعراض القرحة المعدية مع أعراض أمراض أشد خطورة، مثل القرحة السرطانية في المعدة، ويمكن تمييز ذلك بسهولة عبر استخدام إحدى اختبارات التنظير، حيث يمكن معاينة التشوه مباشرة، وأن يجرى أخذ عينات منه باستخدام زوج من الملاقط.

عندما يجري وصف خطة علاجية للمريض، فمن الضروري جدا اتباعها بكل دقة وعناية، وخصوصا عندما يكون العلاج موجها للقضاء على جرثومة المحلزنة البوابية، ذلك أنه في حالة التوقف عن تناول الدواء أو تناول جرعة ناقصة، فمن الوارد جدا أن تصبح هذه الجرثومة القوية جدا مقاومة للعقار، ومن ثم فشل الخطة العلاجية برمتها.

إذا جرى إخبار المريض بإصابته بقرحة معدية، فلا داعي للقلق كثيرا حيال الأمر، لأن علاج هذه الحالة متيسر جدا في أيامنا هذه، وخاصة أنه صار متاحا بوسائل بسيطة نسبيا وبأقراص دوائية، تبقى معه الحاجة لعمل جراحي أمرا نادر جدا، فمنذ ثلاثين أو أربعين عاما خلت، لم تكن أحوال الطب بهذا الشكل، وكان ينظر إلى الإصابة بالقرحة المعدية على أنها أمر بالخطورة بمكان، ولكن في أيامنا هذه، فكما أنها لا تعد حالة تافهة، فهي أيضا ليست على درجة مقلقة من الخطورة.


-->
ساهم في نشر الموضوع
 
جميع الحقوق محفوظة لــ أنا وصحتي
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Ivythemes