يبدأ
اعتلال الدماغ المؤلم، أو، متلازمة التعب المزمن بشكل فجائي وبصورة حادة، وتحدث
غالبا بعد الإصابة بعدوى قد تكون بسيطة إلى حد ما.
يميل
هذا المرض إلى أن يصيب الأشخاص في العشرينات أو الثلاثينات أو الأربعينات من سنهم،
بالرغم من أنه قد يصيب الأطفال والشيوخ أيضا، ولقد صار الاهتمام متزايدا بمتلازمة
التعب المزمن بعد انتشار الإصابة به، والكثير من الناس ليسوا على إدراك بحقيقة أن
هذا المرض منهك جدا، إذ تظهر في سياقه الكثير من الأعراض، وخاصة العضلية منها
كالتعب العضلي والألم والأعراض الدماغية، كمشاكل الذاكرة والتركيز وتشتت الانتباه
واختلال التوازن وفقدان القدرة على الوقوف بشكل جيد، وإحساس المريض بأنه ليس على
ما يرام، كما لو أنه مصاب بالزكام الحاد؛ إنه مرض يؤثر في كل شيء تقوم به أو تحاول
القيام به.
يتم
تشخيص هذا المرض من طرف طبيبك العام على الأغلب، لكن الأمر لا يمكن أن يتم كله في
جلسة واحدة، بل قد تحتاج إلى زيارة الطبيب لمرتين إذا كنت تتحرى تشخيص ذلك. سيقوم الطبيب
بأخذ سيرتك المرضية بشكل مفصل، وذلك لكي يتأكد من عدم إغفاله لأي داع قد يكون السبب
في الإصابة، حيث يمكن للكثير من الأمراض أن تتظاهر بنفس أعراض متلازمة التعب
المزمن هذه، وبعد أن يقوم الطبيب بأخذ السيرة المرضية، سيقوم بإجراء سلسلة من
الفحوصات يهدف من خلالها استبعاد الإصابة بحالات أخرى مثل أمراض الكلية أو الغدة
الدرقية أو غيرهما، مما قد يسبب أعراضا شبيهة بأعراض متلازمة التعب المزمن.
إذا
لم يصل الطبيب العام إلى نتيجة جازمة، فعندئذ قد يقوم بإحالتك إلى مستشفى متخصص
ليتأكد من صحة تشخيصه، ويُعتقد بأنه ثمة مفاتيح أساسية خمسة في تدبير هذا المرض.
أولها،
مراجعة أنشطة المريض اليومية ثم إدارتها بشكل صحيح، وتحقيق التوازن بين أوقات
العمل وأوقات الراحة؛
المفتاح
الثاني هو تناول الدواء، والذي يفيد في علاج الألم واضطرابات النوم، وذلك بالرغم
من عد توفر دواء خاص بهذا المرض؛
ثالث
المفاتيح هو الاستخدام المعقول والمنطقي للعلاجات البديلة والمكملة للعلاج الرئيسي؛
المفتاح
الرابع هو الموازنة بين العمل والتعليم؛
ليكون
المفتاح الخامس هو التعاطي السليم مع المشاكل العاطفية والنفسية لدى ظهورها.
-->
من
المؤسف أنه لا يوجد علاج نوعي وشاف تماما لمتلازمة التعب المزمن، وهذا يعني أنه من
الصعب التنبؤ بمستقبل الحالة، ولكن على العموم يتوزع المرضى في ثلاث مجموعات
كبيرة.
المجموعة
الأولى تضم الأشخاص الذين يحققون تقدما بطيئا، ولكنه بشكل مستمر وثابت، والمجموعة
الثانية التي ينتمي إليها المرضى الذين تتحسن حالتهم ثم تعود للانتكاس بصورة غريبة
غير مفسرة، لكنها تستقر في النهاية، أما المجموعة الثالثة، وهي مجموعة صغيرة تتألف
من 20 إلى 25% تقريبا من المرض بهذه الحالة، والذين يصنفون تحت فئة الحالات
الشديدة، ويلزم الواحد من هؤلاء منزله أو الفراش أو الكرسي المتحرك.
الأمر
الجيد بالنسبة للأطفال والمراهقين المصابين بهذه المرض، هو أن تحسن حالتهم على
المدى البعيد أفضل بكثير من المرضى الأكبر سنا، إذ يستعيد الكثير منهم صحته
وعافيته بالكامل.
ويؤثر
هذا المرض في معظم الجوانب الحياتية للشخص المصاب به وليس في الجوانب الطبية فقط،
فقد يؤثر في شؤونه العائلية والاجتماعية والمالية، بل قد يؤثر فيما يقوم به في
العمل والمدرسة وفي نشاطاته الاجتماعية الأخرى، لتتأثر جميع تلك الجوانب لفترة من
الزمن عند الإصابة بمتلازمة التعب المزمن، وهذا شيء يجب على المريض التأقلم معه، وأن
يسعى للحصول على المساعدة بأي شكل ممكن يرى بأنه سيساعده على شفائه.
-->