إذا أردنا أن نعرف الساعة البيولوجية أو الإيقاع
اليومي، فهي الوقت الذي ينام فيه الإنسان والوقت الذي يستيقظ فيه والذي تحدده
عوامل معينة، فإفراز هرمون النوم يحدث عادة في الليل ليصل إلى أقصى
مستوياته عند ساعة الفجر الأولى، ثم ينخفض ليصل إلى أدنى مستوى له في النهار.
ويصاحب إفراز هرمون النوم تغيرات معاكسة في درجة
حرارة جسم الإنسان، بحيث تنخفض درجة الحرارة وقت النوم لترتفع في وقت
الاستيقاظ والحركة.
ويحدد إفرازَ هرمون النوم عاملان أساسيان، العامل
الأساسي والأهم هو التعرض للضوء، لأن الضوء عامل مؤثر جدا، فإحدى أسباب نقص النوم
لدى الأطفال خصوصا في نظر الباحثين هو وجود إضاءة قوية في الليل، أما العامل
الثاني فهو الإزعاج الموجود في البيئة المحيطة.
بالنسبة للأشخاص الذين يعملون بنظام التناوب ليلا أو
نهارا فهم يعيشون في الحقيقة في مشكلة صحية كبيرة وجب إيجاد الحلول البديلة لها،
فالعامل بالتناوب يجد نفسه مضطرا للاستيقاظ حينما يذهب غيره للنوم، ثم عليه أن
يذهب للنوم في الوقت الذي يستيقظ فيه الآخرون، فيجد صعوبة في خلق الجو الملائم
للنوم بسبب وجود الإضاءة القوية للشمس والصخب الذي لا ينتهي نهارا، إضافة إلى
التزاماته اليومية تجاه نفسه وأسرته التي يعولها.
ولقد أظهرت الدراسات أن العمال الذين يعملون بنظام
التناوب على مدار ال 24 ساعة، ينامون أقل بساعتين إلى أربع ساعات من غيرهم الذين
ينامون بالليل ويشتغلون بالنهار.
ويبقى أفضل نظام لتعديل ساعات النوم لدى هذه النوعية من
العمال، هو تسلسل نوبات العمل بشكل سلس، أي، أن يعمل العامل اليوم صباحا، وغدا
مساءا وبعد غد ليلا، لأنه من السهل على الإنسان تأخير النوم من تقديمه؛ وقد
يلاحظ المواطن العربي الذي يسافر كثيرا أن عودته إلى بلده من جهة الغرب (أمريكا
مثلا) تُصعب عليه التأقلم أكثر مما هو عليه الحال لديه عندما يتوجه غربا ويجد
النهار أمامه ما زال طويلا، فتأخير النوم أسهل من تقديمه كما ذكرنا.
لذلك، فإن نظام العمل بالتناوب مع تأخير النوم من الصباح
إلى المساء أو من المساء إلى الليل قد يكون النظام الأفضل لهذا النوع من العمال.
0 commentaires:
إرسال تعليق
لا تبخل علينا بتعليقك، سيساعدنا حتما على التطور
هذه النافذة تفاعلية أيضا، يمكنك طرح أي استفسار حول الموضوع، وسأجيبك في أقرب وقت ممكن