الكولسترول والموت المفاجئ

الكولسترول مادة محيرة تتدفق عن طريق الدم بأريحية، وهو عنصر طبيعي في الجسم، يستخدم للمساعدة على تشكيل أغشية الخلايا.

ويصنع الجسم كل الكولسترول الذي يحتاجه بنفسه، فيما تضيف الباقي الأغذية ذات المحتوى العالي للدهون.

هناك نوعان رئيسيان للكولسترول، المرتفع الكثافة والمنخفض الكثافة؛ ويعرف المرتفع الكثافة بالكولسترول الجيد، فيما المنخفض الكثافة بالكولسترول السيئ؛ يبقى الكولسترول المنخفض الكثافة مضبوطا عادة من قبل المستقبلات الموجودة في الكبد، إلا أن هذه المستقبلات لا تستطيع معالجة الكميات المفرطة، لذا، عندما يكون هناك الكثير من الكولسترول المنخفض الكثافة في الدم، يتحد مع مواد أخرى ليشكل صفائح شمعية، تنتقل في النهاية عن طريق الدم لتقوم بسد شرايين القلب.

لطالما اعتبر أغلب الناس أن صفائح التصلب الشرياني هي تراكم لبقايا شمعية على جدار الشريان، وما تمت معرفته مؤخرا أن صفائح التصلب الشرياني نفسها ليست مجرد تراكم غير متحرك لبقايا شمعية، ولكنها مليئة بالخلايا التي تنشغل في العمل على تبادل الرسائل.

ترسل الصفيحات رسائل تحث الجهاز المناعي على العمل، وعند شعوره بأن هناك غزاة أجانب في جدران الشرايين، يقوم الجسم بما يفعله أمام أية إصابة أو تهيج، فيستجيب بفيض من التفاعلات الكيميائية التي تولد التهابات في مكان الصفيحة، لتحضر خلايا الدم البيضاء في محاولة للمساعدة على علاج الموقع الملتهب.

في أي مكان آخر من الجسم من شأن هذا الأمر أن يكون طبيعيا، لكن في القلب، تحاصَر خلايا الدم البيضاء في الصفيحة فلا تستطيع القيام بعملها، بل أكثر من ذلك، فهي تساعد على الزيادة في الالتهاب، ومع مرور الوقت يزداد التهاب الصفيحة مما يدفع جدران الشريان إلى الخارج، ويبقى وسط الشريان الممر الطبيعي للدم، ولكن في أية لحظة يمكن للصفيحة على الجدار أن تصبح غير مستقرة، لتحصل النتيجة الكارثية وهي انكسار الصفيحة، مما يدفع الأجزاء المنكسرة إلى حبس الدم المتفق فتتشكل الجلطة الدموية، وهو السبب الرئيسي للأزمة القلبية المفاجئة المفضية إلى الموت المفاجئ.

الخلاصة أن تصدع الصفيحات وليس الشرايين المسدودة، يشكل 70 بالمائة من الأزمات القلبية المفاجئة.

تغريد

أخبر أصدقاءك عن هذا المحتوى