فيروس شلل الأطفال يهدد بالانتشار في العالم

بعد جهود عدة عقود من أجل القضاء على فيروس شلل الأطفال، حيث في عام 2008 لم يبق في العالم سوى أربع بلدان تعاني من هذا المرض وهي: نيجيريا، الهند، باكستان، وأفغانستان؛ مع ذلك، في الوقت الحالي يتهدد العالم خطر تصدير هذا الفيروس من هذه البلدان إلى مناطق خالية منه.

هذه إشارة تحذير من منظمة الصحة العالمية، بعد أن تأكدت من وجود فيروس شلل الأطفال في الصين آت من باكستان، البلد الوحيد في آسيا حيث يتواجد هذا النوع المكتشف من الفيروس.

ويمكن تفسير هذا الانتشار الجديد للفيروس بالمشاكل التي تعوق إنجاز حملات التطعيم ضده، وخاصة في مناطق الصراع في باكستان، حيث يقدر أنه أكثر من 200 ألف طفل لم يتمكنوا من التحصين من هذا الفيروس خلال العامين الماضيين.

فإلى حدود هذا التاريخ من سنة 2011، تم اكتشاف 84 حالة جديدة أمام 48 حالة في السنة الماضية، مما يعتبر خطرا محدقا لاتساع رقعة انتشار هذا الفيروس على الصعيد الدولي، خصوصا في ضوء تحركات كبيرة متوقعة للسكان في الأسابيع القادمة بمناسبة موسم الحج إلى مكة المكرمة.

لهذا أوصت منظمة الصحة العالمية البلدان الآسيوية والشرق أوسطية بتعزيز نظم رصد المرض من أجل الاستجابة بسرعة في حال اكتشاف أي حالة على أراضيها، كما أوصت بتعزيز مخططات التطعيم لدى الأطفال ضد كل أنواع الفيروسات، للحد من العواقب المحتملة لاستيراد الحالات الجديدة.

بالنسبة للأشخاص الذين يعتزمون السفر إلى باكستان، الذين سبق لهم أن أخذوا لثلاث مرات أو أكثر جرعتهم الفموية من التطعيم، توصي المنظمة ذاتها بضرورة أن يأخذوا واحدة إضافية قبل الانطلاق إلى باكستان، فيما على من لم يسبق لهم أن أخذوا حصصهم من التطعيم على الإطلاق، أن يبادروا إلى الخضوع لحلقة التطعيم كاملة.

في الوقت نفسه، طالبت المنظمة العالمية للصحة، بضرورة أن يخضع الأشخاص الذين ينوون مغادرة باكستان إلى إكمال دورة التطعيم الخاص بهم، وزيادة تطعيم إضافي قبل التوجه إلى بلد آخر، كما طالبت من البلدان التي تخلو من الفيروس، أن تطلب من المسافرين القادمين من باكستان أن يخضعوا إجباريا للتطعيم قبل تسلم تأشيرة الدخول إلى أراضيها.