فرض الله تعالى الصيام على المكلف القادر المستطيع لينال
الثواب العظيم، وخفف عن ذوي الأعذار فأباح لهم الفطر حتى يزول العذر، وعليهم قضاء
ما فاتهم من أيام رمضان، قال تعالى: {ومن كان مريضا أَو على سفر فعدّة من أيام أُخر،
يريد اللّه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (البقرة: من الآية185).
وممن خفف الله عليهم المرأة الحامل والمرضعة، والأمر
نفسه في حالات ما يُعرف بتسمم الحمل بكل أنواعها، أي حين تظهر أعراض ضغط الدم
وزيادة وزن الجسم الناجمة عن عدم تصريف الجسم للسوائل والأملاح مع ارتفاع نسبة
الزلال في البول.
وتُنصح الحامل بالإفطار في فترة القيء المستمر في الشهور
الأولى من الحمل، فالإفطار مفيد لعدم ترك المعدة فارغة لوقت طويل.
وربما تكون المرحلة الوسطى من الحمل أكثر ملاءمة لصوم
المرأة الحامل، باعتبار أن الأشهر الثلاثة الأولى الأشهر الأخيرة من الحمل هي من أصعب
الفترات التي تمر بها الحامل.
ومن النصائح المفيدة للحوامل: تنصح المرأة الحامل بتناول
ما بين لتر ونصف إلى لترين من الماء في اليوم الواحد، وان كانت صائمة عليها تعويض
هذه الكمية بعد الإفطار قدر المستطاع، فالامتناع عن شرب السوائل قد يؤدي إلى ولادة
مبكرة نتيجة تقلصات في الرحم ناتجة عن شح الماء، وعلى المرأة الحامل الاهتمام بأن
يحوي طعام إفطارها على عناصر غذائية ضرورية مثل الأطعمة الغنية بالفيتامينات والأطعمة
الغنية بالأملاح المعدنية مثل الحديد والكالسيوم.
ومن الأغذية التي يجب أن تبتعد عنها المرأة الحامل:
المأكولات صعبة الهضم كالأكل المقلي لأن ذلك يصيب الحوامل بعسر في الهضم، الإكثار
من الأكل عند الإفطار لأنه يؤدي إلى ضيق التنفس عند الأم، ودائما يشدد الأطباء على
أهمية راحة المرأة الحامل وابتعادها عن التوتر والقلق.
ومن النصائح الطبية كذلك:
أولا: من الوصايا الهامة للمرأة الحامل أن تذهب إلى
أخصائية أمراض التوليد وتستشيرها في قدرتها على الصيام من عدمه، وتقوم الطبيبة
بدورها في تقويم حالة المرأة الحامل وتقديم النصح لها، كذلك بالنسبة للمرضعة.
ثانيا: إذا خافت المرأة الحامل على نفسها من الضرر فإن
الإفطار في حقها جائز، كذلك الأمر بالنسبة للمرأة المرضعة.
ثالثا : المرأة الحامل التي لا تعاني من الأمراض إذا
صامت فإنه يجب أن يحتوي طعام إفطارها على العناصر الغذائية الضرورية وخصوصا
النشويات التي تزود الجسم بالسعرات الحرارية، مثل (الأرز- والخبز – والمعكرون)،
فتحتاج الحامل إلى (2250) سعرا حراريا يوميا تقريبا، ويجب أن تكون هذه السعرات
من مصادر غذائية غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية مثل الحديد والكالسيوم ..
وننصحها كذلك بتناول كوب كبير من عصير الفاكهة فور إفطارها، وعليها أن تتجنب
المأكولات صعبة الهضم كالأكل المحمر في الزيوت أو الدهون حتى لا تصاب بعسر في
الهضم، وعليها كذلك أن تتجنب الإكثار من الأكل عند الإفطار، لأن هذا يؤدي إلى ضيق
التنفس عند الأم.
رابعا : المرأة الحامل إذا كانت تعاني أي مضاعفات في
أثناء الحمل كارتفاع ضغط الدم، أو السكر، أو التهاب في الكلى، أو تعاني من أمراض
القلب فإنا ننصحها بعدم الصيام لأن حالتها لا تسمح لها بالصوم، لأن هذه الأمراض
تشكل خطراً كبيراً على صحة الجنين.
خامسا: المرأة الحامل إذا صامت فإن عليها أن تأخذ قسطا
وافرا من الراحة خلال النهار.
سادسا: ومما ننصح به المرأة الحامل كذلك أن تتناول وجبة
خفيفة ما بين الإفطار ووجبة السحور.
سابعا : على المرأة الحامل أن تعلم أنه في الشهور الأولى
من الحمل يحتاج الجنين في أثناء تكوينه إلى مواد غذائية متكاملة، وأي نقص قد يعرضه
للخطر ويؤثر على سلامته وصحة الحامل، فعليها مراجعة الطبيبة للكشف عن حالتها ومعرفة
قدرتها على الصيام.
ثامنا : المرأة الحامل إذا كانت في فترة الشهور الأخيرة
يكون الصيام في حقها أخطر على الجنين من الشهور الأولى، إلا في حالة ما إذا كانت
فترة الحمل كلها تمر بشكل طبيعي، والحامل لا تقوم بأي جهد في تأدية واجباتها
المنزلية ورعاية أطفالها في أثناء الصيام مما لا يتسبب في إحساسها بالجوع والعطش
فيمكنها حينئذ الصيام ، وأما إذا كانت على عكس ذلك فقد لا يمكنها الصيام .
0 commentaires:
إرسال تعليق
لا تبخل علينا بتعليقك، سيساعدنا حتما على التطور
هذه النافذة تفاعلية أيضا، يمكنك طرح أي استفسار حول الموضوع، وسأجيبك في أقرب وقت ممكن