أكدت دراسة أوروبية حديثة أن السيدات اللاتي يصبن بسرطان
الجلد المعروف بالورم الميلانيني الأسود يتمتعن بفرصة أكبر للنجاة من المرض عن
الرجال، كما تقل لديهن فرص معاودة ظهور المرض بعد الشفاء منه.
ويقترح الباحثون أن
الاختلافات البيولوجية بين الجنسين ربما تؤثر علي كيفية تعامل الجسم مع مرض
السرطان، إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول لتفسير محدد لتفوق النساء على الرجال في
التغلب على هذا المرض المميت.
وتؤيد نتائج هذه
الدراسة بحوث سابقة أشارت إلى أن السيدات أقل عرضة للوفاة بمرض الورم الأسود الذي
يعد أكثر أنواع سرطان الجلد خطورة.
وتقول إحصاءات مراكز
منع الأمراض بأمريكا إن 21 شخصا من كل 100,000 يتم تشخيص حالتهم بمرض السرطان
الأسود كل عام، وإن ثلاثة من كل 100,000 سيموتون من هذا المرض.
" لمحاولة فهم المسألة ومعرفة
لماذا تستجيب السيدات للعلاج من المرض بشكل أفضل، قام فريق البحث الأوروبي بفحص
نتائج أربعة تجارب سريريه على بعض مرضى السرطان الميلانيني الأسود. وقد تضمنت عينة
البحث أكثر من 2,600 مريض بالورم الميلانيني الأسود في مراحله الأولى.
وقد تمت متابعة حالة
المرضى لفترة تراوحت بين عامين واثني عشر عاماً. وبمرور الوقت مات 366 رجلا و267
سيدة بالمرض. هذا يعني أن السيدات كن أقل عرضة للوفاة بحوالي 30% أثناء فترة
الدراسة، كما أنهن كن أقل عرضة لمعاودة المرض بنسبة 30%.
يقول د. أرجين جوسي
كاتب الدراسة والباحث بجامعة
Erasmus بهولندا أن الدراسات السابقة أرجعت هذه الفروق
لسلوك النساء.
حيث إن النساء يكن
أكثر حرصاً على زيارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات تحدث بالجلد مما يعني تشخيص
المرض مبكراً عند السيدات أكثر من الرجال. كما يعني أنهن يعانين من أورام أقل
سمكاً.
للتعويل على الكشف
المبكر عن المرض وتأثيره على معدلات النجاة، أخذ جوسي وفريق البحث في اعتباره سمك
الورم، إلا أنهم وجدوا أن السيدات تمتعن بميزة تفوق الرجال في بطء تطور المرض
بنسبة تصل إلى 30%.
ويرى الباحث أن هذه
الدراسة لا تستطيع تحديد السبب الحقيقي وراء هذا الاختلاف بين الجنسين في التعامل
مع المرض. وأضاف أن دراسات معملية على الحيوانات يمكن أن تبحث بشكل أوسع في دور
العامل البيولوجي في هذه الفروق بين الرجال والنساء في استجابتهم للعلاج من مرض
سرطان الجلد الأسود.
وعلى العكس يعتقد
سونداك أن هناك عوامل جينية وراء هذه الاختلافات، وأضاف أن عدم التيقن من أسباب
ضعف استجابة الرجال للعلاج من المرض يجعلنا نركز على تحسين السلوكيات التي تمنع
المرض وتحسن من فرص الكشف المبكر له.
0 commentaires:
إرسال تعليق
لا تبخل علينا بتعليقك، سيساعدنا حتما على التطور
هذه النافذة تفاعلية أيضا، يمكنك طرح أي استفسار حول الموضوع، وسأجيبك في أقرب وقت ممكن