غالبا ما تصاب النساء بداء السكري في الفترات الأخير من
الحمل حيث أن جسم الأم يكون غير قادر على إفراز الأنسولين مما يرفع نسبة السكر
بالدم وبالتالي ترتفع هذه النسبة عند الجنين أيضا، و يرجع سبب هذا الخلل إلى أنه
عند تقدم الحمل تفرز المشيمة هورمون له تأثير مضاد للأنسولين، وهذا التغيير يدفع
البنكرياس إلى القيام بمجهود أكبر لإفراز المزيد من الأنسولين، فإذا كانت خلايا
البنكرياس مجهدة أو ضعيفة فإن المرض قد يظهر لأول مرة أثناء الحمل ، وغالبا ما
يختفي هذا النوع من المرض مباشرة بعد الوضع، و من بين أعراض الإصابة بهذه الحالة
المرضية لداء السكري عند الحامل هناك التعب والعطش الشديد وكثرة البول وضعف النضر.
يقول الدكتور جديد عبد الله طبيب بالمركز الصحي بالبرادعة ورئيس جمعية مساندة مرضى
السكري بالمحمدية أن مخاطر ارتفاع مستوى السكري بالدم عند الجنين كثيرة حيث أن
البنكرياس عنه يعمل بشكل مستمر لتخفيض نسبة السكر المرتفعة في دمه، كما أن هذا
الارتفاع قد يتسبب في زيادة مفرطة في حجم الجنين نتيجة لتخزين السكر على شكل دهون
بالجسم حيث يؤدي ذلك إلى مشاكل عند الولادة، لذلك يتم اللجوء إلى العملية
القيصرية، كما يمكن أن يتعرض الجنين إلى مشاكل في التنفس الخلل الناتج عن ارتفاع
نسبة السكر في دم الأم والجنين معا.
ويضيف أنه في حال كانت الأم مصابة بداء السكري قبل الحمل فهذه المرأة مجبرة على
مراقبة نسبة السكر بدمها وذلك بالمواظبة على زيارة الطبيب على الأقل مرة كل شهر،
كما يجب عليها استشارت طبيبها قبل اتخاذ قرارها بالحمل حيث أن الطبيب يغير لها نوع
الدواء في حال كانت تأخذ الأقراص، إذ أن هذا النوع من الأدوية يشكل خطرا كبيرا على
حياة الجنين.
من أهم أخطار الحمل عند الإصابة بداء السكري أن الجنين يكون تعرضه للسقوط المفاجئ
أي الإجهاض اللاإرادي، أو يتم الإنجاب هذا الطفل قبل أوانه بسبب ارتفاع نسبة السكر
في الدم وارتفاع الضغط الدموي لدا الأم ، كما أن هذا المولود الجيد قد يعاني من
عدة مشاكل صحية كالقصور الكلوي وضيق التنفس في حال أنه لم يتوفى أتناء الحمل أو
بعد فترة قصيرة من الولادة، أما الأم فقد تكون عرضة لارتفاع الضغط الدموي والذي
كان يتسبب في مقتل ما يقارب 300 امرأة من بين كل 100000 حامل، بالإضافة إلى أنها
ستعاني من الأثار الجانبية كإصابتها بأمراض تكون عادة مصاحبة للإصابة السكري، وما
يزيد من خطورة الوضع وتفاقمه هو أن الأم لا تستطيع أخذ الأدوية المخصصة لعلاج تلك الأمراض،
ومن أخطر ما قد يصبها هو ارتفاع الضغط وإصابة قدميها بانتفاخ يمنع حركتها، في مثل
هذه الحالة يتدخل الطبيب لإخضاعها لولادة القيصرية قبل وقت الولادة الطبيعي حفاظا
على حياة الأم والجنين.
لهذا السبب ينصح الأطباء السيدات اللاتي يعانين من الإصابة بداء السكري بالإنجاب
في وقت مبكر نظرا إلى أن جسم هذه السيدة وبمرور السنين يتعرض للكثير من الاختلالات
التي قد تصيب الكلى أو القلب أو غيرها من الأعضاء الحية، ويؤكد الدكتور على النساء
اللاتي يعانين من السمنة المفرطة، أو أن أحد أفراد عائلتها مصاب بداء السكري أن
تتوجه في أقرب وقت إلى الطبيب خصوصا إن كانت ترغب في إنجاب الأطفال، والقيام
بالفحوصات اللازمة حتى تتفادى مشاكل الإصابة بالسكري أثناء فترة الحمل مع الإشارة
أن بعض النساء يصبن بالسكري عند كل حمل وتبقى تتلقى العلاج على أنها مصابة بالمرض
لمدة سنة كاملة بعد الإنجاب.
غير أن انخفاض نسبة سكر دم لدا الأجنة الذي يحصل بسبب تفاعل البنكرياس مع مستوى
سكر دم المرتفع عند الأم قد يجعل حياة الطفل عرضة للخطر أكثر من الأجنة العاديين
وذلك في الأسابيع الأربعة الأخيرة من الحمل، من بين المضاعفات التي قد يتعرض لها
الجنين بسبب المرض هي تشوهات خلقية للجهاز العصبي والقلب.
نـصــائـح:
مضاعفات خطيرة قد تصيب الجنين عند إصابة الأم بالسكري، لذا، تبقى أهم خطوة في علاج
الحامل المصابة بمرض السكري وتجنيب جنينها المضاعفات كالتشوهات الخلقية، هي
المحافظة على المستوى الطبيعي والثابت لسكر الدم قبل حدوث الحمل وطول فترته.
هناك ثلاثة وسائل لعلاج الحامل المصابة بمرض السكري لحماية الجنين، من بينها:
- المحافظة على مستوى طبيعي وثابت، لنسبة سكر الدم طوال فترة الحمل.
- العناية والمراقبة المستمرة للجنين أثناء فترة الحمل وأثناء الوضع.
- العناية المركزة للطفل بعد ولادته من قبل اختصاصي طب الأطفال.
كما أن علاج الحامل المصابة بمرض السكري لا يتم إلا عن طريق الحقن بالأنسولين فقط
ولا مجال هنا للأقراص، ويستحسن أن تقوم الحامل بفحص نسبة السكر في الدم عدة مرات
وبشكل متكرر.
موضوع مفيد جداً ..
ردحذفمعلومات اول مرة أسمع عنها ..
استفدت كثيراً من المقال ..
دمتم بود :)