تمكن فريق من الباحثين الإسبان مؤخرا من دحض ما يسمى حمية الفصيلة الدموية، مؤكدين عدم جدواها بل عدم التوصية بنظامها، لأنه حسب أبحاثهم ترافقها أحاسيس بالجوع الشديد والمعاناة النفسية، بل أكثر من ذلك، فإن هذه الحمية تفتح الطريق أمام أمراض الفاقة الغذائية.
لقد تم إبداع حمية الفصيلة الدموية عن طريق الطبيب الأمريكي بيتر دادامو، بحيث أسس لمفهوم وجود تغذية خاصة بكل فصيلة دموية من الفصائل الدموية الأربع A، B، AB وo، دون الأخذ بعين الاعتبار عامل RH، السلبي أو الإيجابي. هذا النظام الغذائي يعتبر أن كل فصيلة دموية هي الأكثر استعدادا لنوع من أنواع الأمراض الخاص بها، وبأن هذا العامل قد يعوض بتغذية وعلاج مناسبين لكل فصيلة دموية على حدة.
إن حمية الفصيلة الدموية تعتمد أساسا على تقييد بعض أنواع الغذاء، بحيث تبين أيها تنقص أو تزيد في الوزن بتزامن مع تقييم طويل الأمد لكل فصيلة دموية. وهكذا على سبيل المثال، فإن الجهاز الهضمي للأشخاص ذوي الفصيلة الدموية O، يتماشى إيجابيا مع حمية غنية بالبروتينات الحيوانية والنباتية (فواكه بحرية، سبانخ..)، من جهة ثانية فإن الخضر والنباتات والحبوب يوصى بها الأشخاص ذوي الفصيلة الدموية A، اللحوم لذوي الفصيلة B، أما أصحاب الفصيلة AB، فيجمعون بين حميتي الفصيلتين A و B، خصوصا بالنسبة للألبان.
حسب نفس الباحثين الإسبان، فإن حمية الفصيلة الدموية ليست بحمية متوازنة، لأنه لا يوجد لحد الآن أي إثبات علمي عن علاقة محتملة بين نوع الفصيلة الدموية والنسيج الدهني. فمنع بعض الأغذية بعينها من خلال الحمية يجعل أحاسيس من الجوع والمعاناة النفسية والبدنية، ناهيك عن ضياع ما يسمى بـ "الكتلة الخالية من الدهون" وليس فقط "كتلة الدهون".
هناك بعض الأشخاص قد تنتابهم الهواجس من كون بعض المواد الغذائية لا تتناسب مع فصيلة دمائهم، بحيث الواحد من هم لا يريد تناول أي طعام لا يتلاءم معهم مخافة الإصابة بالأمراض التي حذر منها مبدع هذه الحمية الطبيب الأمريكي بيتر دادامو، بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص ذوو الفصيلة الدموية O، الذين هم من النباتيين، قد يصيبهم القلق والاضطراب عند مجرد التفكير بأن هذه النظرية تحتم عليهم العودة إلى تناول اللحوم.
علينا أن نتذكر دائما بأن أية حمية يجب أن تكون متوازنة المقادير ومتكافئة مع نوع النشاط الجسماني ومع الاحتياجات الطاقية الضرورية لكل شخص بعينه، الحمية يجب أن تتكون بشكل متوازن من بروتينات، هيدروكاربونات، دهنيات، فيتامينات، أملاح وعناصر غذائية أخرى من أجل عدم الوقوع في منزلقات خطيرة على صحة الفرد سواء كانت بسبب الزيادة أو بسبب النقصان.