بالرغم من أن العلم الحديث لم يستطع الوصول إلى البرهان بأن ثمة علاقة بين القلق والمعاناة وبين الإصابة بالسرطان، فالإحساس بالقلق والمعاناة هما سببان مباشران أو غير مباشرين لأنواع أخرى من الأمراض.
سواء كانت الأمراض أقل أو أكثر خطورة، فإن أول مرض قد يصيب الإنسان بعد معاناة نفسية ألمت به، قد تكون نزلة البرد الحادة. دراسات عديدة بينت بأن رد الفعل السلبي تجاه الأحداث قد لا يتسبب فقط بضغط نفسي بل أيضا قد يصيب جهاز المناعة ويجعل الجسم أقل قدرة على صد أي فيروسات أو بكتيريات محتملة.
إن الطب النفسي هو التخصص الذي يعالج العلاقة بين الأحاسيس والأمراض الجسدية الظاهرة. إن الطب النفسي الذي انطلقت أولى تجلياته سنة 1918، لم يكن بالقيمة التي هي لديه الآن، فحسب بعض الأطباء المتخصصين في هذا المجال، فإن الناس يجدون صعوبة كبيرة في تقبل فكرة بأن الأمراض النفسية قد تكون لها تأثيرات جسدية خطيرة.
ومع هذا فالمتخصصون يشرحون الأمر ببساطة متناهية مستشهدين بما يحدث للإنسان من احمرار للوجه إذا سمع شيئا مخجلا، فالتأثر هنا جسدي بشيء معنوي بحث.
ومع هذا فلا يمكننا القول بأن الأحداث الصادمة قد تسبب الأمراض، وإنما الطريقة الغير الصحيحة للتفاعل مع هذه الأحداث هي التي قد تؤدي إلى الإصابة بهذه الأمراض كالاكتئاب والقلق، الذي بدوره قد يؤدي إلى ارتفاع لضغط الدم وبالتالي إلى أزمات قلبية قد تكون مميتة.
وإذا كان ليس من القطعي الربط التام بين الأزمات النفسية وسببها في الإصابة بالأمراض الجسدية، فإنه من الواضح أنه ثمة علاقة ما بين الأمرين، لكنها تختلف بين شخص وآخر، وإن كانت لم تثبت علميا بعد بنسبة مائة بالمائة.