التوتر إحساس بعدم الاستقرار النفسي استجابة لعوامل بيئية، هذا الإحساس، يعد مصدرا للأمراض على المدى القصير، المتوسط والبعيد. بالإضافة إلى ذلك فالتوتر بإمكانه أن يؤثر جزئيا على الدماغ، ومن هناك توسع المرض على مستوى الجسم بأكمله.
إن القلق والتوتر هي اضطرابات نفسية تنتج عن أعباء اجتماعية ضخمة لا يمكن السيطرة أو التغلب عليها، إذ يقدر ما بين 25 و 40 بالمائة من السكان يعانون من القلق والتوتر خلال حياتهم كلها.
إن الاضطرابات النفسية الناتجة عن القلق والتوتر هي الأكثر انتشارا بين عامة الناس، فهما وجهان لعملة واحدة، فالقلق هو الجانب النفسي للتوتر، وهذا الأخير هو الجانب الجسدي للقلق.
يقول مختصون بأن الإنسان عادة ما يتفاعل مع مشاعر القلق والتوتر، لكن عندما يصبح الأمر مرضيا، فالأمر قد يولد معاناة فردية لا توصف، وقد يؤثر على مستوى تعامل الفرد مع حياته اليومية، إذ تزيد مخاطر الانتحار والوقوع في الإدمان. فالقلق والتوتر الناتجان عن المعاناة داخل الأسرة أو العمل هما أكثر ما يشغل بال المتخصصين في هذا المجال، الذين يرون بأن المرء معرض أكثر للتوتر والقلق من الناحية العملية لحياته، بسبب كثرة الهموم ومتطلبات الحياة الغير مقدور عليها بسبب فقدان العمل أو نقص الموارد المادية للأسرة.
المتخصصون يميزون بين نوعين من الإصابات بالمرض، من جهة أولى، هناك أشخاص لم يفقدوا وظائفهم ويوجدون في حالة مستقرة ماديا، مشاكلهم الأساسية هي التعرض لنوبات من الدوخة أو الصداع أو قلة النوم أو فقدان الشهية، بينما من جهة ثانية يوجد الأشخاص الذين مستهم مباشرة الأزمة المالية العالمية وفقدوا عملهم، هذا النوع من الأشخاص هم في وضع حرج للغاية ولا يرون في الحياة إلا جانبها السلبي الأسود مع فقدان للأمل بشكل تام، مما يجعلهم أكثر عرضة للتوتر الحاد، التعب وعدم الاهتمام بأي شيء في حياتهم الخاصة أو الأسرية.