بدأت تقترب العطلة الصيفية، ومن
الخيارات المفضلة لقضاء عطلة ممتعة، السفر إلى أماكن أخرى. ومن بين وسائل النقل الأكثر استعمالا،خصوصا عندما يتعلق الأمر بالسفر إلى الخارج، تبقى الطائرة أولى الاختيارات.
لكن، وعلى الرغم من كونه يعتبر أفضل
وسائل النقل وأكثرها أمانا، إلا أنه ثمة أشخاص يجدون صعوبة كبيرة في مواجهة الخوف
الذي يعتريهم أثناء صعود الطائرة، بل إن البعض منهم يتحول لديه هذا الأمر إلى ما
يشبه التحدي، بل في حالات أسوأ إلى كابوس مخيف.
هذا الخوف من الطيران أو رُهاب
الهواء، هو واحد من أكثر أنواع الرهاب شيوعا، والذي قد يصل بمن يعاني منه إلى حدود
الموت من شدة الألم والضغط، فالطائرة اليوم تعتبر من وسائل النقل الأكثر استعمالا
سواء كان ذلك لغايات السياحة أو لأسباب متعلقة بالعمل، ومشكل رهاب الطائرة هذا
يجعل المصاب به محروما من زيارة العائلة، محروما من السفر لقضاء العطل السنوية أو
الموسمية، وكذا يحد من طموحاته العملية، فتجده يرفض معظم عروض العمل التي يكون في صُلبها
تكرار السفر طيرانا.
أول شيء يجب أن يعلمه المصاب بهذا
النوع من الرهاب، هو أن معظم الحالات المشابهة لحالته قد أمكن حلها بشكل تام.
إن الخوف من الطيران قد يكون سببه
عامل أو عدة عوامل، كالخوف من الأماكن المغلقة أو الخوف من المرتفعات، الشيء الذي
يسبب القلق والضيق والذعر والكثير من المعاناة النفسية، وكثير من هذه الأحاسيس قد
يشعر بها المصاب بهذا الرهاب حتى قبل امتطاء الطائرة.
إن السبب الرئيسي للخوف من الطيران
يعود إلى ذكريات عن حوادث مميتة للطيران تم عرضها عبر وسائل الاتصال المختلفة من تلفزيون أو إنترنت أو جرائد ومجلات تقليدية، فالإحساس بأن
ربان الطائرة غير كفء للتحكم كفاية بأجهزتها، إضافة إلى الشعور بالضعف حين التواجد
في أماكن عالية جدا بين السحاب وفوق الجبال والبحار، مع عدم فهم آليات وتكنولوجيا
عمل الطائرات، لهذه الأسباب، وأمام أبسط خلل قد يحدث للطائرة، أو عند سماع أزيزها،
أو حين إعطاء التعليمات بوجوب ربط الحزام حين إقلاعها أو هبوطها، يحدث لدى المريض
بهذا الرهاب معاناة شديدة وأحاسيس بالهلع تماما كالتي تحدث لمن يرى بأم عينه دنو حدوث فاجعة طيران حقيقة.
إن كنت تعاني من الخوف من السفر
بالطائرة، لا بد لك من مراجعة طبيب أو مختص، فهو أفضل الأشخاص المؤهلين ليكشف لك
منشأ الخوف لديك، ويمدك ببعض المساعدة النفسية الضرورية التي قد تساعدك على تجاوز
هذا النوع من الرهاب.
ومن "أنا وصحتي" أحببنا أن
نمنحك سلسلة من النصائح، علها ساعدتك على تجاوز الخوف من الطيران الذي تعاني منه:
- يجب عليك أن تقتنع بأن الطائرة تعتبر من وسائل النقل الأكثر أمانا مع فروق واضحة بينها وبين باقي الوسائل الأخرى، وأن معدل الحوادث بها يكاد لا يذكر، إضافة إلى أن جميع أجهزتها التقنية تمر بانتظام عبر مسطرة تفتيش صارمة لمدى أمانها وصيانتها؛ زد على ذلك، فالطيارون وسائر الموظفين العاملين في شركات الطيران يخضعون لتكوين علمي عالي الجودة، ولتكوين مستمر وعناية صحية موصولة لتقييم مدى جاهزيتهم التامة للعمل؛
- يمكنك حجز التذاكر مقدما، فبهذه الطريقة سيكون بإمكانك اختيار المقاعد القريبة من الممر تتجنب من خلالها النظر من النوافذ، وإذا كان ممكنا، ننصحك باختيار مقعد أمامي للطائرة، فهذه المنطقة تعرف حركة وضجيجا أقل؛
- تستطيع القيام ببعض تمارين الاسترخاء والتنفس البطني على الخصوص، فهذه التمارين ستساعدك حتما على الثبات قبل الإقلاع وقبل الهبوط؛
- إن كانت لديك أية تساؤلات أو مخاوف، لا تتردد في طلب استفساراتك من الموظفين العاملين في الطائرة، سيكونون سعداء لتقديم يد العون إليك ومنحك الهدوء الضروري؛
- قرر السفر كل ما كان بالإمكان أن يكون برفقتك أحد من معارفك أو عائلتك، فعندما تتفرغ للحديث مع من يرافقك، يذهب تفكيرك بعيدا عن الهواجس المخيفة التي تصيبك أثناء تركيزك في الطيران دون التفات؛
- يمكنك تناول أي شيء قبل أن تستقل الطائرة، هذه الوجبة ستمنحك بعض الارتخاء والرغبة في النوم أثناء الرحلة، خلاف ذلك، ننصحك بتفادي منبهات من قبيل القهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية، فإذا أحسست بالعطش، عليك بالمياه المعدنية المتوفرة في الطائرة يمينا وشمالا؛
- تستطيع أيضا شغل نفسك بقراءة كتاب، الاستماع للموسيقى، سيساعدك ذلك كثيرا عن الانقطاع عن العالم الخارجي وعلى الاسترخاء الذي ترغب فيه؛
- حاول أن يكون لباسك أكثر إراحة لك في مقعدك في الطائرة؛
- قم بين الفينة والأخرى بتمارين التمدد العضلي، كي لا تصاب بالكآبة؛
- اذهب إلى الحمام قبل صعودك للطائرة، فهذا الأمر سيجعلك تتفادى الذهاب إلى حمام الطائرة، خصوصا إن كانت الرحلة طويلة؛
- قبل أي رحلة عبر الطائرة، سيكون عليك أن تنام جيدا وترتاح، فالتعب وقلة النوم قد يتسببان لك بالكثير من التوتر والعصبية أثناء السفر؛
- وأخيرا، تجنب الأفكار السلبية، حاول أن تكون إيجابيا ومرحا خلال الرحلة، فكر فقط في الوجهة التي تقصدها وستصلها، وفي الأشخاص الذين ستلتقي بهم، وكيف أنهم متلهفون للقائك بعد طول انتظار.
0 commentaires:
إرسال تعليق
لا تبخل علينا بتعليقك، سيساعدنا حتما على التطور
هذه النافذة تفاعلية أيضا، يمكنك طرح أي استفسار حول الموضوع، وسأجيبك في أقرب وقت ممكن