تعتبر العطلة الصيفية الظرف المثالي للاستمتاع برفقة شريك حياتك، لأن الوقت متاح بشكل أوسع مما هو عليه خلال باقي فصول السنة.
لكن الأمر ذاته، وهو أمر جيد من حيث المبدأ، يمكن أن يصبح أمرا سلبيا إذا كانت العلاقة تعاني من مشاكل عميقة، مشاكل كامنة لا تظهر إلا خلال مرحلة العطلة الصيفية.
علاقة الزواج خلال الصيف
خلال فصل الصيف نستطيع الحصول على وقت كاف لكي نقاسمه مع شريك حياتنا، حتى أن بعض الشركات تخفض من ساعات العمل أو تعيد توزيعها بشكل مكثف خلال هذه الفترة من السنة.
أيضا خلال نفس الفصل، يحصل معظم الناس على إجازتهم السنوية، وبالتالي يتسنى لهم توفير أكبر وقت ممكن لتخصيصه للشريك. هذا الوقت المتاح، الذي لا نملكه خلال العام بأكمله، قد يكون له تأثير إيجابي أو سلبي على علاقة الزواج.
فخلال هذه الفترة يمكننا الاستمتاع بالمزيد من الراحة والاستجمام وقضاء وقت أطول مع العائلة والأصدقاء، الشيء الذي يؤثر مباشرة على علاقتنا بشريك حياتنا.
عندما يسود التفاهم والتواصل بين الزوجين، تكون هذه المرحلة قمة المتعة للطرفين معا، خلاف ذلك، إذا كان الأزواج بالكاد يتواصلان، أو بينهما مشاكل مستعصية لم تعرف طريقها إلى الحل، يمكن للعطلة الصيفية أن تلحق ضررا بالعلاقة كلها، بل قد تدمرها.
تأثير العطلة الصيفية هذا على الأزواج يعود إلى أنه خلال معظم السنة، العديد من الأشخاص يسيرون على أسلوب حياة مركزه الأولاد والعمل، وبالكاد يتوفر لديهم الوقت لتمضيته مع الشريك، وإذا توفر، يكون التعب قد نال منهم ولا يفكرون إلا في أخذ قسط من الراحة استعدادا "لمعارك" اليوم التالي.
وباختصار، يمكننا القول بأن العطلة الصيفية، أو أية عطلة مُطولة، تؤثر على علاقة الزواج، خصوصا من الناحية الإيجابية، لأنه على طول السنة تتعرض العلاقة للإهمال، فلا يخصص الزوجان وقتا للحديث، ولا للاستجابة لرغبات الآخر واحتياجاته، لا يقومان بأنشطة مشتركة، لتبدأ الحياة الجماعية شيئا فشيئا بالاختفاء.
مظاهر إيجابية لفصل الصيف
لتمضية العطلة الصيفية على ما يرام، لا بد من الابتداء بوضع مخطط لها رفقة شريك الحياة، من قبيل أخذ القرار معا على اختيار مكان المنتجع الصيفي، حدود الإنفاق المادي المسموح به، توزيع المهام المنزلية الخاصة بكل واحد من الزوجين، الأنشطة التي سيقوم بها الأطفال...
فصل الصيف فرصة رائعة للاستمتاع رفقة شريك الحياة، ومعالجة مختلف القضايا الشائكة موضوع خلاف بين الاثنين، علينا ألا نترك العطلة الصيفية تمر دون حل ما يمكن حله من مشاكل.
كذلك علينا أن نكيف رغباتنا الخاصة مع رغبات شريكنا، والوصول إلى اتفاق مُرض يسمح للزوجين معا بالاستمتاع بالعطلة، فمن المهم جدا تحسين العلاقة خلال هذه الفترة والاستمتاع برفقة الشريك وبما يقدمه لنا فصل الصيف.
التأثير السلبي لفصل الصيف
عندما تكون العلاقة متوترة أو غير متينة بشكل صحيح، يمكن لفترة الصيف أن تشكل خطرا على العلاقة، هذا الأمر يحدث لعدة أسباب، من بينها ما يلي:
- عندما يكون الزوجان غير واعيين بمشاكلهما الخاصة لأنهما لم يواجهاها من قبل، ومع مرور الأيام ينتظران أن تحل هذه المشاكل نفسها بنفسها، الأمر الذي لن يحدث مطلقا، لذا عندما يكونان معا، بعيدا عن النسق اليومي للحياة، تبرز المشاكل والصراعات الدفينة التي لم تحل في حينه؛
- غياب عادة التواجد معا، الإنصات للآخر وكذا "الرضوخ" لرغبات الشريك وتخصيص وقت أطول معه، يمكن لهذا أن يطغى على العطلة الصيفية فيبحث أحد الزوجين عن بعض اللحظات القليلة للتواجد بشكل منفرد، بدون شريك، هذه الرغبة قد لا تفهم من هذا الأخير، فتكون مصدرا لبعض النزاعات البسيطة.
- الإفراط من الوقت الذي يتواجد فيه الزوجان معا قد يضر بالزواج في بعض الحالات، فالعديد من الأشخاص يعتقدون بأنه خلال العطلة يجب قضاء كل الوقت مع الشريك، دون السماح له مؤقتا بأن يقوم بما يريد لوحده، وأن يستمتع بالعطلة دون قيود.
- العمل، المنزل، الأولاد، المشاكل المالية، الأشغال المعتادة... نسق يجعلنا مغمورين في دوامة الحياة اليومية، فمن هذه إلى تلك ننسى أنفسنا وشريكنا، فلا نكاد نلبي احتياجاته ولا احتياجاتنا الخاصة من علاقة الزواج؛ لهذا، فالتواجد معا لوقت أطول خلال العطلة "يفضح" بشكل جلي كمية الخلافات التي لا يلاحظها أحد خلال السنة كلها.
- الاعتقاد بأن كل المشاكل يمكن حلها عند العودة من العطلة الصيفية غالبا ما يكون الخطأ الكبير، لأن العودة إلى النسق اليومي للحياة بمتاعبه والتزاماته، لا يحل المشاكل أبدا، بل قد يعجل في بعض الأحيان بتمزيق العلاقة نهائيا.
0 commentaires:
إرسال تعليق
لا تبخل علينا بتعليقك، سيساعدنا حتما على التطور
هذه النافذة تفاعلية أيضا، يمكنك طرح أي استفسار حول الموضوع، وسأجيبك في أقرب وقت ممكن