آخر الأخبار
Loading...

يعتبر العتاب مظهرا شائعا من مظاهر المناقشة اليومية بين الأزواج، وكل حدث في الحياة الزوجية سواء كان تافها أو مهما قد يجر إلى نوع من العتاب أثناء المحاورة، وفي كل الحالات، يمكننا أن نقول بأن العتاب المتكرر قد يخلق نوعا من عدم الثقة بين الأزواج ويؤثر بعمق على حميمية العلاقة الزوجية.

لماذا نبدأ بالمعاتبة؟
ينشأ العتاب والانتقاد عادة كإجابة عن حالة من الإحباط، لأن أي ارتباط ناتج عن علاقة حب يحمل معه توقعات عالية من الأماني بين الشريكيين.
ومع مرور الوقت وظهور بوادر صعوبة التعايش، تبرز أولى الأزمات الناتجة عن خيبة الأمل من كل التوقعات المخطط لها التي لم تر النور على أرض الواقع بين الجانبين، ليميل كل واحد منهما إلى إلقاء الملامة على الآخر ومعاتبته كمسؤول عن هذا الوضع.
إن من الأسباب الأكثر شيوعا للعتاب والانتقاد الناشئ بين الزوجين هو عدم قبول الشريك لشريكه كما هو، و محاولة حمله على أن يصير كما يريد هو، وفي بعض الأحيان لا يقبل بأن يكون لديه رأي مخالف لرأيه وقد يوبخه على ذلك.
بعض الأزواج يكون لديه انتقاد وعتاب تلقائي لما يفعله شريكه، في محاولة للتحكم فيه وحمله على تنفيذ ما يطلبه منه دون شرط والتصرف على هواه.
وفي بعض الأحيان يكون الانتقاد والعتاب نتيجة لوجود شعور بالظلم. فعندما نعتبر بأن نصيبنا من التضحية والعطاء في العلاقة الزوجية كان أكبر من الشريك الآخر، فإننا نستعمل العتاب واللوم كوسيلة ضغط للمطالبة بالتعويض عن الدين الذي في ذمته تجاهنا.
غير أنه في معظم الحالات يجانب انتقادنا وعتابنا الموضوعية حينما نقيم ما نفعله وما نقدمه لصالح الأسرة انطلاقا مما يقدمه الشريك.

تأثير الانتقاد على العلاقة الزوجية
يعتبر الانتقاد واحدا من أوضح علامات وجود أزمة بين الزوجين، لأنه عندما يبدأ الانتقاد بالظهور بشكل منتظم فمن المؤكد أن عطبا ما قد أصاب العلاقة، لكن الانتقاد لا يمكنه بأي حال أن يقود إلى تحسين الوضع أو إصلاح هذا العطب، بل على العكس تماما قد ينتج عنه مضاعفات للأزمة بين الزوجين، مما قد يجعل العلاقة غير قابلة للاستمرار، فالتوبيخ المستمر للشريك يجعله يحس بعدم الأمان، مما يولد لديه مشاعر من الاستياء ويدفعه لاتخاذ مواقف دفاعية تجاهنا.
إن العتاب المتكرر والانتقاد المتواصل شكل من أشكال العنف المعنوي اليومي تجاه الشريك رغم عدم وجود عنف جسدي، لأنه محاولة متكررة لفرض نوع من الشخصية الغريبة على الشريك لتتلاءم وما نريد، دون الأخذ بعين الاعتبار رغباته أوقدراته على التحمل.

ما الذي يجب أن نضع في اعتبارنا عند مناقشتنا مع الشريك؟
عند مناقشتنا مع الشريك يجب أن نكون حذرين جدا، لأننا قد ننطق بأشياء قد تؤثر تأثيرا خطيرا على علاقتنا معه. من المهم معالجة جميع المشاكل العائلية وطرح معاناتنا على الشريك، لكن ثمة بعض الأشياء التي يجب علينا تجنبها:
-لا يجب علينا أبدا المساس بقدرات شريكنا، لأن الأمر قد يصبح مضرا من حيث ثقته بنفسه؛
-لا يحبذ استخدام التهديد كوسيلة لتحقيق تغيير في موقف شريكنا، فمثلا التهديد بالطلاق قد يأتي بنتائج على المدى القصير، لكن على المدى الطويل تزداد الشكوك وتنعدم الثقة من هذا الشريك؛
-لا ينبغي لنا أن نسخر من شريكنا أو أن نقلل من وجهات نظره في أي موضوع من المواضيع، لأن الأمر سيكون مؤذيا جدا؛
-لا يجب علينا أبدا أن نصل إلى مرحلة السباب والإهانة المباشرة لشخص الشريك أوالتقليل من احترامه.
ويجب علينا أن نضع في حسباننا بأنه إذا لم نقم بتجنب هذه الأمور، فإن شريكنا سيدخل في عملية تدمير ذاتي، وسيتحول من شريك داعم للمشروع المشترك للزواج إلى خصم أو عدو لهذا المشروع برمته.

أنواع مختلفة للانتقاد
كقاعدة عامة يميل الرجال إلى الانتقاد والعتاب في كل ما له علاقة بالجانب الاقتصادي للعلاقة، إذا غالبا ما يشعرون بأن مساهمتهم المادية للزواج أعلى، وأن زوجاتهم مدينات لهم بالكثير مما يفرطن في إنفاقه على أنفسهن.
أما النساء فيعاتبن أزواجهن في المسائل العاطفية، فهن يرون بأن تضحياتهن بحياتهن العملية والاجتماعية كبيرة، ويحسسن بعدم الاعتراف من أزواجهن بذلك ويعاتبنهم على نسيانهم إياهن والافتقار بالإحساس الرقيق تجاههن.
وأخيرا يجب أن نضع في حسباننا بأن في أية علاقة زوجية هناك دائما أمور نتكامل فيها وأمور أخرى لا يمكن أن يحدث فيها التجانس المطلوب، لهذا فالعتاب والانتقاد المتبادل بين الزوجين في أساسيات الشخصية لا يمكن أن يؤدي إلا إلى ما لا تحمد عقباه، لأن الكمال مستحيل على أي كان.

0 commentaires:

إرسال تعليق

لا تبخل علينا بتعليقك، سيساعدنا حتما على التطور
هذه النافذة تفاعلية أيضا، يمكنك طرح أي استفسار حول الموضوع، وسأجيبك في أقرب وقت ممكن

 
جميع الحقوق محفوظة لــ أنا وصحتي
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Ivythemes