آخر الأخبار
Loading...

إن عدد الأشخاص الذين يستعملون الشبكة العالمية كوسيلة للتعرف على أشخاص آخرين في أفق مغامرة عاطفية في ازدياد مطرد، وعندما يحصل هذا الأمر، فإن الشك يقوم حول ما إذا كان هذا الحب حقيقيا أو وهما وضربا من الخيال، في هذه الحالة، يبقى أفضل شيء هو اللقاء المباشر لوضع الأحاسيس تحت الضوء. 

الإنترنت: وسيلة أخرى من وسائل الارتباط


إن الوقت القليل المتاح لمعظم الأشخاص أو الجهد المضني بعد يوم طويل من العمل، عوامل تؤثر سلبا على العلاقات الشخصية.

فإذا أخذنا بعين الاعتبار بأن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، وأنه في حاجة دائمة للتواصل مع الآخرين، فمن الطبيعي أن يبحث عن وسيلة بديلة للقيام بذلك تناسب نمط حياته اليومية.

فبالنسبة للأشخاص الذين لا يملكون الوقت الكافي للقاء الأصدقاء أو لتكوين صداقات جديدة، فإن الإنترنت قد قدم نفسه كخيار جديد لنسج علاقات اجتماعية جديدة، حيث يمكن لأي شخص وفي أي وقت بأن يرتبط بأشخاص آخرين من كل أنحاء العالم ومن مختلف الجنسيات والأعراق عن طريق جهاز حاسوب بسيط فقط.

في بعض الحالات، يمكن لهذا الشخص أن يصل به الأمر إلى نوع من الانجذاب الخاص تجاه واحدة من الصداقات  الناشئة عبر الإنترنت، والإحساس بشيء أكبر من مجرد الصداقة.

إن استخدام الإنترنت لنسج علاقات جديدة يستعمل بكثرة من قبل الأشخاص الخجولين أو الغير واثقين في أنفسهم، حيث يمكنهم تفادي القلق الذي قد تنتجه العلاقة الاجتماعية المباشرة وجها لوجه.

فعبر الشبكة لا يشعر المرء بالقلق، وتختفي كل مخاوفه المعتادة خلال المواجهة الجسدية، حيث يمكنه التصرف بشكل طبيعي وبطلاقة تامة.

في مثل هذه الحالات، يعتبر الخطر الذي يهدد أن تصبح العلاقة حقيقية هو مسألة عدم الثقة في النفس، إذ يقدم الشخص نفسه عبر الإنترنت خلاف ما هو عليه في الحقيقة، وهنا تكون صدمة الآخر فيه قوية، ولا يسمح له بالحب ولا بمتابعة العلاقة. 

للحب عبر الإنترنت إيجابيات وسلبيات


فمن جهة، شبكة الإنترنت تتيح لنا اللقاء مع العديد من الأشخاص المختلفين رغم بعد المسافة، الحالة الاقتصادية والوسط العائلي والاجتماعي.

ومن بين كل هؤلاء الأصدقاء قد نجد شخصا يقاسمنا ذات الأذواق والاهتمامات والأفكار، الذي يجعل تطور العلاقة من صداقة إلى حب أمرا واردا جدا.

لكن من ناحية أخرى، يجب دائما أن نضع في اعتبارنا بأن في هذا النوع من العلاقات يبقى الخداع أمرا شائعا جدا، فمن السهل منح صورة مغايرة لما هو واقع الحال، وغالبا ما يتم طمس العيوب وإبداء السمات الحسنة أو خلقها من العدم من أجل محاكاة الشخصية المثالية الجذابة، أو حتى انتحال شخصية أناس آخرين، لأنه من السهل الوقوع في غرام شخص هو في الحقيقة الأكيدة أكبر مخادع. ومع هذا، فهناك العديد من الزيجات التي نشأت انطلاقا من تعارف عبر الإنترنت وما زالت تحافظ على متانة العلاقة. 


العلاقات السرية


معظم الناس الذين لديهم علاقات عبر الإنترنت لا يريدون أن تُعرف، ويفضلون إخفاء الأمر على الآخرين.


يمكن أن يكون لهذا عدة أسباب:
  • بسبب الخجل، لا يرغب بعض الأشخاص بأن تُعرف علاقاته عبر الشبكة لأنه يعتقد بأن الآخرين سينظرون إلى أن الوقوع في الحب عبر الإنترنت فقط عن طريق الحديث عن بعد أمر سخيف، لأنه في نظرهم التواصل المباشر يمنح فرصة التحقق من المعلومات حول الشخص، طريقة تصرفه، نوع أصدقائه، وسطه العائلي...
  • بسبب عدم الثقة في هذه العلاقة، فهناك شك دائم حول صحة ما يتم تقاسمه عبر الإنترنت، لأن معرفة صدق القول والإحساس من كذبه أمر مشكوك فيه، وقد يكون نفس الكلام يتكرر مع أشخاص عديدين في نفس الوقت بهدف الإغراء نحو علاقة جسدية ليس إلا.
  • بسبب وجود ارتباط آخر حقيقي، فهناك أشخاص على الرغم من ارتباطهم الجدي في حياتهم الحقيقية، عندما يصلون إلى المنزل تراهم يسرعون نحو الكمبيوتر لمعرفة إن كان لديهم أي بريد إلكتروني، أو لأجل المحادثة الفورية مع شخص آخر يعتبرون العلاقة معه خاصة بالشبكة.
في كل هذه الحالات، أغلبية الأشخاص يفضلون ستر الأمر لتفادي الشجار مع الشريك الواقعي، لأن هذا الأخير لن يتقبل فكرة أن شريكه يحس بنوع من الانجذاب نحو شخصية أخرى افتراضية أو وهمية، رغم أن هذه الجاذبية ليست بالجسدية لأن اللقاء الشخصي الواقعي لم يحصل، وإنما هي معنوية بحتة.

بطريقة ما، وعلى الرغم من عدم وجود أي اتصال مباشر حقيقي، يمكن اعتبار العلاقة عبر الإنترنت ضربا من ضروب الخيانة، لأن الاتصال قائم على تبادل الأحاسيس والأحاديث الشخصية الخاصة حصرا بالعلاقة الحقيقة. 

بعد الموعد الأول


الإنترنت هو وسيلة يستعملها بعض الناس كوسيط من أجل التعرف على شخص قد يحدث معه انجذاب.

في حالة اللقاء مع هذا الشخص، يبقى الهدف الأخير هو التعرف عليه بدقة، من أجل التمكن من معرفة مدى إمكانية استمرار العلاقة خارج نظام الشبكة العالمية، والخروج بجواب للسؤال المحير، هل سيستمر نفس الانجذاب بعد اللقاء الحقيقي الأول؟.

في أغلب الحالات، الانجذاب يختفي بعد اللقاء الأول، ويرجع الأمر أساسا إلى أنه في الحياة الحقيقية، الانجذاب نحو شخص ما، أو الافتتان به يتم بشكل مختلف كليا، لأننا نعطي أهمية قصوى لطريقة التصرف، المظهر الخارجي وللعديد من المواصفات التي لا نلحظها ونحن أمام شاشة الحاسوب.

في الحياة الحقيقية، طريقة الإغراء مختلفة كليا على ما هو عليه الحال عبر الشبكة، تتطلب الكثير من الأشياء الخارجة عن نطاق حسنا.

إلا أنه في بعض الأحيان، وعلى خلاف ما قلناه، ينجح الأمر نجاحا باهرا، وتستمر العلاقة إلى أبعد من مجرد كلام أمام الحاسوب، يكون الشخص الذي نعرفه صوتيا أو كتابيا مطابقا لما كنا نتوقعه منه، انطلاقا من ذلك يتغير نوع العلاقة فتصير علاقة جديدة قائمة على الوضوح التام المتبادل.

فالكثير من الأزواج دامت علاقاتهم الرائعة والمميزة التي كان منطلقها مصادفة عبر شبكة الإنترنت.

0 commentaires:

إرسال تعليق

لا تبخل علينا بتعليقك، سيساعدنا حتما على التطور
هذه النافذة تفاعلية أيضا، يمكنك طرح أي استفسار حول الموضوع، وسأجيبك في أقرب وقت ممكن

 
جميع الحقوق محفوظة لــ أنا وصحتي
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Ivythemes