آخر الأخبار
Loading...

بعد وفاة الزوج(ة)، أو بعد فشل علاقة الزواج، هناك من الأشخاص من يعيد تجربة الارتباط مرة أخرى مع شخص آخر.
في كلا الحالتين، ولأسباب مختلفة يتردد الأشخاص في الإقدام على خطوة الزواج من جديد. ففي حالة الترمل وفي كثير من الأحيان تتكون لدى الأرامل أحاسيس بعدم الوفاء تجاه الزوج(ة) السابقة عندما محاولة إقامة علاقة عاطفية جديدة. لكن في حالة الطلاق، فالخوف من فشل جديد هو الأمر الذي قد يكبح أية إمكانية للالتزام مجددا مع شخص آخر.
وقد يكون لوجود أطفال من زواج سابق العامل المتدخل والحاسم في إمكانية بداية مرحلة جديدة أو عدم إمكانيتها.

خصائص الزواج الثاني
عندما يقرر شخص ما الارتباط للمرة الثانية، فإن هذا الزواج يكون مبنيا أساسا على أمر آخر، ألا وهو وجود زواج سابق.
ذكريات الزوج(ة) السابق أو الخوف من الوقوع في نفس أخطاء الماضي في حالة الطلاق، عاملان سيكونان حاضرين بقوة في الزواج الثاني، ومع ذلك، فإن التزام الطرفين وتقاربهما كفيل بتجاوز حواجز نفسية مثل هذه.
عندما يكون لدى الواحد من الزوجين أو لديهما معا أولاد فإن المتاعب تتضاعف، الآن ليس على الزوجين فقط التركيز على علاقتهما الثنائية، وإنما على جعل علاقة أولاد كل منهما حسنة وقوية مع أولاد الآخر. من المعتاد أن يكون لمثل هذه العلاقة تعقيدات وصعوبات ما تفتأ تعصف بالزواج الثاني أيضا نحو الفشل.
في مثل هذه الحالات، على الشخص العاقل الذي سيكون عليه التعايش مع عائلة جديدة أن يضع في حسبانه بأنه ليس ملتزما مع شخص بعينه فقط بل إن التزامه يتسع إلى أبناء هذا الشخص أيضا، وسيكون عليه التعامل بحذر وذكاء من أجل التمكن من إنجاح هذه العلاقة الجديدة.

كيف يؤثر الزواج الثاني على الأطفال، وكيف نتصرف؟؟
إن تكوين عائلة جديدة قد يحدث لدى الأولاد سلسلة من الانفعالات النفسية تتراوح بين الغيرة والإحساس بالذنب، حيث من المعتاد أن تنتهي الأمور برفض تام للوضع الجديد.
ردود الأفعال هذه تعود إلى أسباب مختلفة:
يحدث الطلاق أو الانفصال حالة من الحزن الشديد لدى الأطفال، إذ غالبا ما يحتفظ الأطفال بقناعة أن المصالحة بين والديهما تبقى أمرا ممكنا، وأن ظهور شخصا ثالثا في الواجهة سيكون العقبة الشديدة أمام تحقيق هذا الطموح، المصالحة.
الأولاد يرون في الوافد الجديد خصما قويا، يعتقدون بأنه سينقص من حنان وعناية الأب أو الأم تجاههم، أمام هذا الوضع، يبقى من الأساسي بأن يُمنح الأبناء العناية اللازمة، بالاستماع إليهم ومعرفة ما يفكرون فيه وما يؤرق بالهم وما الذي يحسونه، من المهم جدا أن يشرح لهم بأن العلاقة الجديدة لن تؤثر على علاقة الأبوة أو الأمومة معهم، وخصوصا، سيكون من المجدي إبداء مدى الحب والعطف وسرعة الاستجابة لمتطلباتهم في المرحلة الأولى من العلاقة، إلى حين اعتيادهم على الوضع الجديد، لأنه وفي حالات كثيرة، لدى الأطفال ردود أفعال قوية برفض "الأب الجديد" أو "الأم الجديدة"، كعربون وفاء وإخلاص للأب الحقيقي أو الأم الحقيقية.
وتختلف ردود فعل الطفل حسب السن:
فالأطفال الصغار أقل من 5 سنوات يكون رد فعلهم بلوم أنفسهم وهم يظنون بأن سوء تصرفاتهم هي سبب هذا الانفصال، لا يفهمون ما الذي يحدث في أسرتهم، بالنسبة إليهم الانفصال عن الأب أو الأم، إضافة إلى استقبال شخص آخر يعتبر بالمعاناة النفسية بمكان، لا يستطيعون فهم هذا الأمر ولا يتقبلون هذا الانقلاب الذي حصل في حياتهم، ويتحولون إلى أطفال انطوائيين وعصبيين.
الأطفال أقل من 12 سنة يحسون بالوحدة، يخافون من أن يصبحوا عرضة للنسيان أو أقل حبا من والديهم، يحتاجون للمساعدة المستمرة والحنان المتواصل لأن علاقاتهم مع أصدقائهم أيضا ستتأثر ونتائجهم الدراسية قد تعرف أيضا بعض التراجع، في هذا السن، يعتبر الحوار من أساسيات التعايش مع الأولاد، يجب على الوالدين أن يقنعوا أبناءهم بأن التعايش مع شخص آخر لن يؤثر على علاقتهم بهم، ولن يأخذ مكانهم في قلوبهم، وأنهم سيظلون دائما مركز اهتمامهم والمحور الوحيد لحياتهم.
ردة فعل المراهقين تكون على وجهين، إما أن ينضجوا قبل الوقت لتحمل الوضع الجديد رغم عدم قابليتهم للأمر، أو أن يظهروا الرفض التام لهذا الوضع، باختلاقهم للمشاكل مع الوافد الجديد أو بقطع العلاقة معه، أو الانتقام من الوالد أو الوالدة بالرسوب عمدا في الدراسة، أو في أسوء الحالات الوقوع ضحية لإدمان المخدرات.
وفي جميع الحالات، الأساسي هنا هو شرح الوضع الجديد بكل وضوح للأولاد، ويكون الشرح هنا حسب سن الأولاد وما يستطيعون فهمه، وتركهم يعبرون عن أحاسيسهم دون قمع ما قد يودون قوله عن الزوج(ة) الجديد، يجب السماح لهم بالتعبير عن كل أحاسيسهم سواء كانت غضبا، رفضا، إحباطا أو خوفا.
من المهم جدا منحهم الوقت الكافي حتى يتقبلوا العضو الجديد في العائلة، إذ لا يجب الضغط عليهم لتقبل الوضع بالقوة، النتائج ستكون عكسية تماما.
وعندما يسألون عن هذا الشخص الجديد وعن نوعية العلاقة التي تربطك معه، يجب شرح الأمر بتفصيل، لأن هذا الشخص قد أصبح عضوا كامل العضوية في عائلتهم.

الزوج(ة) الجديد أمام أولاد الآخر
إن انتقال الزوج(ة) الجديد إلى العائلة الجديدة يجب أن يكون بشكل طبيعي، لا يجب إرغام الأمر ولا يجب أيضا أن يكون التساهل مبالغا فيه.
يجب أن يكون الوافد الجديد متفهما وواعيا بأن الأطفال يمرون الآن بمرحلة صعبة، يجب أن يمنحهم الوقت الكافي كي يتعودوا على التغييرات الجديدة  في حياتهم، ويجب تفهم كون هؤلاء الأولاد لن يمنحوا الاحترام والقبول المطلوبين للأم أو الأب الجديد بالسهولة المنشودة.
إذا رفض الأطفال بعنادهم المعهود ولم يظهروا القبول والاحترام للزوج(ة) الجديد، على هذا الأخير أن يترك هذه اللحظات تمر دون أن يفقد من احترامهم له، عليه أن يكون أكثر تفهما وأن يعي بأن هؤلاء الأطفال يعانون بشدة لأنهم مشتاقون لمن أُخذ مكانه، وأنه شخص غريب بالنسبة إليهم والملوم الأول لهذا التغيير الذي طرأ في حياتهم.
على الزوج(ة) الجديد أن لا يحاول أخذ مكان الآخر الغائب الذي لا يمكن تعويضه بالمرة وخصوصا في بداية الاتصال بهم، لأن الأولاد يرون في أمهم أو أبيهم الحقيقي الشخص المعني بتربيتهم وتوجيههم في الحياة، يجب أن يعتبر نفسه الزوج(ة) فقط لأمهم أو أبيهم، وأنه لا يملك أي حقوق عليهم.
ومع الوقت، ومع قبول الأولاد للزوج(ة) الجديد، قد يكون بإمكانه التدخل والمشاركة في أمور حياتهم، لكن في بداية العلاقة أفضل تصرف هو أن يضع نفسه على الهامش.
ولا يجب نسيان أنه أمام وضعيات غير لائقة من قلة الاحترام أو الاستفزاز، على الزوج(ة) الجديد أن يحدث أم أو أب الأولاد كي يتدخل هذا الأخير لتصحيح الأوضاع أو إيقاف تصرفات لا يجب أن تحدث.
ممنوع القيام بأي تصرفات يفهم منها عدم الاحترام للزوج(ة) الجديد.

0 commentaires:

إرسال تعليق

لا تبخل علينا بتعليقك، سيساعدنا حتما على التطور
هذه النافذة تفاعلية أيضا، يمكنك طرح أي استفسار حول الموضوع، وسأجيبك في أقرب وقت ممكن

 
جميع الحقوق محفوظة لــ أنا وصحتي
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Ivythemes