آخر الأخبار
Loading...

Info Post
إن عدد النساء اللواتي لا يرضيهن مظهرهن الجسمي يزداد من يوم لآخر، فيرغبن بتغيير شيء ما في أجسادهن ويقررن اللجوء إلى الجراحة، الحمية أو الرياضة البدنية.. بهدف تحسين العلاقة مع هذا الجسد. لكن في مرات عديدة، يكون مستوى الرفض هذا عميقا جدا، فيتحول الإحساس بعدم الرضا إلى هاجس يومي فتعيش المرأة في حالة من الإحباط من صورتها، وتتمنى الحصول على جمال، هي تمتلكه أصلا، لكنها لا تستطيع رؤيته.

لماذا يحدث هذا الرفض؟

إن الصورة التي يمتلكها كل شخص عن جسده تتشكل على قاعدة من التجارب السابقة منذ الطفولة، فالوسط العائلي والمدرسي يعتبر واحدا من العوامل المؤثرة بشدة في تكوين أي طباع معقدة؛ فانعدام دعم أو انتباه الوالدين خلال الطفولة، يمكن أن يؤدي بالطفل خلال مراحل نموه الأولى إلى الإحساس بالدونية وبقلة القيمة.

إن تربية الأطفال بشدة وصرامة يمكن أن تساهم أيضا بأن يشكل الطفل نحو نفسه نظرة لها علاقة بمدى المديح أو الانتقاد الذي يتلقاه جراء كل تصرف يقوم به، فعندما يكون أبواه أو أساتذته جد متطلبين وقليلو التسامح، يشعر الطفل بأنه ليس في مقام ما يُطلب منه وبأنه عليه أن يثبت دائما قيمته حتى يكون مقبولا في وسطه، وهذا الأمر ستتم ترجمته خلال حياته المستقبلية بين البالغين، حين لا ينقطع لديه الإحساس بعدم الرضا عن نفسه مقارنة مع أقرانه.

إن بعض أنواع العقد النفسية هي نتيجة لصدمات الماضي، فالتعرض مثلا لسخرية أو رفض بسبب وجود خلل معين، خيالي أو حقيقي، يمكن أن يلحق ضررا شديدا بمستوى الثقة بالنفس فيؤدي الأمر إلى حالة دائمة من الخجل الشديد.

تأثير الموضة والإعلانات

تنشأ العديد من العقد انطلاقا من إحساس بالنقص يكون أصله مقارنة نقوم بها بيننا وبين بعض النماذج التي يفرضها علينا المجتمع، والتي نقبلها نحن باعتبارها نماذج لا مثيل لها، رغم أنها لا تتناسب وطريقة تكويننا أو عيشنا.

يتعلق الأمر بإحساس يجعلنا ضعفاء ومعتمدين على قبولنا من الآخر، لأننا فرضنا هذا الرأي على مستوى احترامنا وتقديرنا لذواتنا، غير واضعين في اعتبارنا بأنه كلما أحببنا أنفسنا كما هي، وكلما كنا على وفاق مع ذواتنا، مع طريقة تفكيرنا وإحساسنا، كلما استطعنا نقل هذه القيم إلى الآخرين وفرضها عليهم.



إن العقد الناشئة عن مظهرنا الجسدي تأتي انطلاقا من التفكير بأن هذا الجسد لا يجلب سوى الاشمئزاز، وذلك بجعل بعض الصفات التي لا تروق لنا فيه كعيوب لا يمكن محوها. فالشخص المعقد من مظهره الخارجي يعتاد مقارنة نفسه بشكل دائم مع الآخرين، ويظهر حرصا شديدا على أن يظهر كبعض ممن هو معجب بهم، فيفرض على نفسه مبادئهم واختياراتهم الجمالية، والسلوكية أيضا.

4 commentaires:

لا تبخل علينا بتعليقك، سيساعدنا حتما على التطور
هذه النافذة تفاعلية أيضا، يمكنك طرح أي استفسار حول الموضوع، وسأجيبك في أقرب وقت ممكن

 
جميع الحقوق محفوظة لــ أنا وصحتي
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Ivythemes